حدثت حروب الردة نتيجة أسباب عدة، وهي كالآتي: خروج المرتدين عن الدين الإسلاميّ بشكل كامل. امتناع بعض المرتدين عن دفع الزكاة. الدفاع عن الدين الإسلاميّ، ومواجهة المرتدين الذين عادوا إلى الكفر بعد الإسلام. جهل العرب في حقيقة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث كان دخولهم في الإسلام نابعاً من رغبتهم في الحصول على الأموال والغنائم، وانبهارهم بقدرة المسلمين التي مكنتهم من السيطرة على الجزيرة العربيّة. قناع القبليّة الذي تقنّع به أعداء الإسلام؛ واعتقادهم أنَّ الدين الإسلاميَّ مات بموت رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه.
تُعتبر حروب الردة أضخم حدث في التاريخ؛ حيث وقعت أحداثها بعد وفاة النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلّم، ويُذكر أنَّ بواكير هذه حروب بدأت في أواخر حياة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، حيث ظهرت الردة في عدد من الطوائف؛ إذ قاموا باتباع الأسود العنسيّ، وهو الشخص الذي أوصى الرسول بقتاله وقتال من معه من المرتدين عن الدين الإسلاميّ، ثمَّ كانت ردة مسيلمة الكذَاب الذي ادّعى النبوة، ولكنَّ نبي الله لم يُسرّع في قتاله؛ وذلك لانشغاله بغزو الروم، وجهّز الرسول جيشاً بقيادة أسامة بن زيد بن حارثة، ولكن النبيّ توفي قبل خروج الجيش للقتال، ثمَّ تابع أبو بكرالصديق محاربة الروم، وفي تلك الأثناء ازداد عدد المرتدين.